لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
53098 مشاهدة print word pdf
line-top
آية الإيمان حب الأنصار وبغضهم آية نفاق

قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب: آية الإيمان حب الأنصار وبغضهم آية نفاق.
عن البراء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله .


الأنصار هم أهل المدينة الذين أسلموا في المدينة وسموا أنصارا؛ لأنهم نصروا الله ورسوله، نصروا المؤمنين لما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة بمكة قالوا: إنا ننصرك كما ننصر أهلينا وأبناءنا وأموالنا، فسماهم الأنصار، وهم قبيلتان بالمدينة من العرب من الأوس والخزرج؛ قبيلتان كانوا في المدينة وكان عندهم قبائل من اليهود؛ قبيلة بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة.
فكان اليهود أهل كتاب وعندهم علم بأن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يخرج، ولكن يتحرون أن يكون منهم، فكانوا يتوعدون الأنصار ويقولون: قد أظلكم زمن نبي وسوف نقاتلكم معه، فدائما وهم يتوعدون الأنصار.
فلما كثر توعدهم ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عرفوا صفاته، وقالوا: هذا هو النبي الذي يتوعدنا به اليهود، فهلموا فلنؤمن به قبل أن يؤمنوا ولنكن من السابقين، فسبقوا إلى الإيمان به، وبايعوه، والتزموا أن ينصروه، وطلبوا منه أن يهاجر إليهم، وإذا هاجر أن ينصروه مما ينصرون منه أبناءهم ونساءهم؛ فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار، ولما هاجر إليهم المهاجرون واسوهم بأموالهم، وقالوا: نحن نشتغل في الأموال والثمرة بيننا وبينكم، فكانوا يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة، فزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بأنهم من أنصار الله تعالى، وبأن من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله. لا يحبهم حبا قلبيا إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.
اشتهر فيهم رواة حديث كثير، واشتهر فيهم رؤساء كثير؛ فمنهم سيد الأوس سعد بن معاذ ومنهم سيد الخزرج سعد بن عبادة وأسيد بن حضير من الأوس، جعفر بن عبد الله من بني سلمة، أنس بن مالك أبو سعيد الخدري الأنصار كثير؛ هؤلاء من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغصه الله.

line-bottom